03 June 2011

المبصر من غير عيون


لا تجهد نفسك بالشفقة عليّ
فأنا مرتاح و سعيد
متأقلم جداً مع كوني كفيف
و لا يعنيني الفرق بين الألوان
و لا الأحجام و لا الأشكال
و لعلمك .. ليست بالعينان
فقط يمكن ان يبصر إنسان .


باغتني بتلك الكلمات
أدهشني أني بالفعل
قد كنت بدأت بالشفقة عليه.
شاب في مقتبل العمر
وسيم الهيئة و المنظر
لكنه كفيف .

نظراتك هي من دلتني
انك مقبل في الاشفاق عليً
شعرت بها على جلدي
و هو احساس نادر
فقليل من يشعر بمعاناة
الآخر في هذا الكون .

لكن صدقني ..
لست أنا من يحتاج الشفقة
من يعرفني يدرك أني
أبصر من غير عيون .
أما المسكين هو من لا يبصر
بالرغم من أن لديه عيون .

من منا أهل للشفقة ؟
من منا العاجز ؟
من يفقد نور العين
أم من يفقد نور القلب ؟

ستقول بأني لا يمكن
أن أمشي وحدي في الطرقات
أو اجري او أرحل في الملكوت .

سأجيبك بأنه يكفيني
أن أمشي بدروب العقل
أن أدرك أين الله
و كيف يكون الحب .

هل تعرف كل عيون العالم
أين العدل إن أطفىء نور القلب ؟
لا .. لا يمكن أن يصل إليه
من يبحث عنه بالعينين .

صدقني ..
من يفقد نور القلب
هو وحده أهل للشفقة
أما من يفقد أنفاً أو أذناً
أو حتى العين .
فليحمد ربه طوال العمر
انه ما زال لديه
ما أغلى من كل عيون .

هل أدركت المعنى الآن ؟
معنى أن تصبح انسان
و أنك لست مجرد آله
تعمل بحواس
إن الفرق هو الاحساس .

ان الكاميرا تلتقط الصور
لزهور تتفتح في فصل ربيع
و بنفس الدقة تلتقط
صوراً لجرائم بشرية
أو طفل قد مات ذبيح .

لم تحلم أن تهدي الكاميرا
الزهرة لقلب حبيب
أو تنقذ هذا الطفل من السفاح .

يبدو انه قد حان الآن
وقت فراق و إستئذان
فهذا هو مكاني المقصود
فأنا اشم رائحته الآن .

و اشكرك كثيراً
و أسف جداً ع الإزعاج
و أتمنى ان ألقاك ثانية
إن شاء الرب المنان .

لم أنطق لأجيب عليه
و لكني نظرت إليه بالإعجاب
و لوحت له بكلتا يدي
و كأني قد أيقنت تماماً
أنه ليس بكفيف .
------------

الفكرة مأخوذة عن قصة قصيرة
قمت بعمل تعديل و إعادة صياغة لها




No comments:

Post a Comment